-A +A
سعد الغنامي 1_saad@
انطلق هذا العام 11 موسما سياحيا تستهدف مناطق المملكة الرئيسية والمدن ذات المناخ المناسب للسياح، وتعتبر الأولى من نوعها على المستوى الإقليمي. عايشت موسم الطائف عن قرب فوجدته طاقة بهجة شعت في أرجاء المنطقة وترنم بها السكان والسائحون على رائحة الورد وأنغامه وتشبعت أنفسهم بالمتعة البصرية والروحية المتناثرة في كل مكان، وامتلأت الشوارع بشبان وشابات الطائف الذين بذلوا الجهد والعمل في الإرشاد والقيام بالمهام المطلوبة على أكمل وجه. لبست الطائف بموسمها هذا حلة جديدة ترفيهية سياحية أزهرت على إثرها الأرض ربيعاً، وامتلأت جنباتها بالسياح والهايكنق وملاك الهجن وهجنهم، فلا تكاد تخرج من شارع إلا وترى إبداع الموسم له أثر فيه إما عرض بهلواني أو صالة سينما أو حافلة متشرعة بملبس يبهج أو رائحة عطور زكية منتثرة في السماء أو قصيدة بلاغية ينشدها شعراء عكاظ، فكانت الطائف خلال الـ31 يوما -وهي المدة المحددة للموسم- «لؤلؤة فريدة فاخرة في زجاجة صياد ماهر عرف كيف يخرجها بهذا الزي الجميل لتعود لواقعها السابق مصيفاً للعرب». وتفيد الأرقام بأنه خلال أول 3 أسابيع من انطلاق الموسم كانت أعداد الزائرين في تزايد حتى وصلت لـ 1.5 مليون زائر توزعوا بين 4 وجهات مختلفة ولأكثر من 70 فعالية نوعية إبداعية محترفة، وتم أيضاً توفير 15 ألف وظيفة موسمية خلال هذا الموسم المثالي. وفي إنجاز استثنائي منحت موسوعة غينيس للأرقام القياسية الاتحاد السعودي للهجن شهادة أكبر مجسم للهجن في العالم الذي يحوي 51.200 مصدر ضوئي وبعرض 10 أمتار وارتفاع 4.65 متر. فطبيعة الطائف الخلابة والمنهمرة مطراً ازدانت أكثر بموسمها الذي وصل إلى آخر يوم وكأنه في بداياته، ومن هذا المنطلق أثبت مصيف العرب بأنه رافد سياحي تنموي قوي قادر على مقارعة السياحة الخارجية، وبأيدي قيادات شابة سعودية تتحمل المسؤولية وتبصر عين النجاح للحاق بركب رواد وصنّاع الترفيه والسياحة والاقتصاد في العالم.